من آثار المعصية :
والمعاصي تخون العبد أحوج ما كان إلى نفسه في تحصيل هذا العلم ... فإذا وقع في مكروه واحتاج إلى التخلص منه خانه قلبه ونفسه وجوارحه ، وكان بمنزلة رجل معه سيف ، قد غشيه الصدأ ، ولزم قرابه بحيث لا ينجذب مع صاحبه إذا جذبه ، ، فعرض له عدو يريد قتله ، فوضع يده على قائم سيفه ، واجتهد ليخرجه ، فلم يخرج معه ، فدهمه العدو وظفر به ، كذلك القلب يصدأ بالذنوب ، ويصير مثخنا بالمرض ، فّذا احتاج إلى محاربة العدو لم يجد معه منه شيئا ، والعبدُ إنما يحارب ويصاول ويقدم بقلبه ، والجوارحُ تبعٌ للقلب ، فإذا لم يكن عند مالكها قوة يدفع بها ، فمـــــا الظنُ بها ؟
الداء والدواء ، ابن قيِّم الجوزية ، ص130
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق