مدونة

أبجديات اللغة

آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاثنين، 14 ديسمبر 2015

البيان في لغة القرآن 7


 
"قال تعالى : " فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا 
 
من المفسرين من التفت إلى استعمال "مع" هنا بدلا من "بعد"أو ما أشبهها مما يفيد التفاوت الزمني ، قال الزمخشري :" إن "مع" للصحبة ،ومعنى اصطحاب اليسر والعسر أن الله أراد أن يصيبهم ـ يعني المؤمنين ـ بيسر بعد العسر الذي كانوا فيه بزمان قريب فقرّب اليسر حتى جعله كالمقارن للعسر زيادة في التسلية وتقوية للقلوب"

"قال النيسابوري:"جعل الزمان القريب كالمتصل والمقارن زيادة في التسلية وقوة الرجاء

"والشيخ محمد عبده : " التعبير بالمعية لتوثيق الأمل بأنه لابد منه كأنه معه 
والأولى إسقاط كاف التشبيه وفهم الآيتين على أن اليسر مقترن بالعسر إذ تفيد "مع" المصاحبة لا التشبيه
والتفتوا كذلك إلى تعريف العسر وتنكير اليسر في الآيتين كلتيهما ،ويروون في ذلك حديثا عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لن يغلب عسر يسرين"

فسره الفراء والزجاج : " العسر مذكور بالألف واللام وليس هناك معهود سابق فينصرف إلى الحقيقة ، فيكون المراد بالعسر في الموضعين شيئا واحدا وأما اليسر فإنه مذكور على سبيل التنكير فكأن أخدهما غير الآخر .."

والذي نطمئن إليه هو أن الآية الثانية تأكيد للأولى لتقوية اليقين النفسي ...
والراجح أن "أل" في العسر للعهد لا للاستغراق والمراد والله أعلم ما كان الرسول يشعر به من ضيق الصدر وثقل العبء في مواجهة الوثنية العاتية الراسخة . وأما تنكير "يسر" فلكي ينفسح فيه مجال التصور والإطلاق فيحتمل ما قاله المفسرون ومالم يقولوه ، إذ التحديد هنا بكذا أو كيت ينافي البيان القرآني الذي آثر إطلاق "يسر" بغير قيد ولا حد .
 

المصدر : التفسير البياني للقرآن الكريم ، عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) ج1 ، دار المعارف ، ص69

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاكثر إهتماما