قال تعالى:"لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا" كلمة ( إلا ) عندما تذكر فإنها تعطي لسامعها أملا لأن كلمة (إلا ) من المعروف في الاستثناء أنها للإخراج ، وما دامت إخراجا من عذاب ، فإنها تصبح أداة للرحمة ، فإذا به يجد بعدها عذابا أنكى ..
ولذلك قال الصحابة :"هذه أشق آية في القرآن"
(لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا
حميما وغساقا) وهذا السياق يأتي على طريقة المدح في معرض الذم ، أو الذم في معرض
المدح ، فساعة أن يسمع (إلا ) يظن أن باب الرحمة قد انفتح ثم بعد ذلك يقول
:"إلا حميما وغساقا" وقوله ـ
عزَّ وجلَّ ـ :"إلا حميما وغساقا"
الحميم ..هو الماء المتناهي في الحرارة
فهل يكون بردا ؟!
الغساق .. الصديد صديد أهل النار فهل
يكون شرابا ؟ّ!
المصدر : تفسير جزء عم للشعراوي ،ص50
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق