مدونة

أبجديات اللغة

آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاثنين، 14 ديسمبر 2015

البيان في لغة القرآن 5



 
قال تعالى : " إذا زلزلت الأرض زلزالها"
 
(زُلزِلت)
جاء الفعل ماضيا مبنيا للمجهول ، قال مفسرون : إن الفاعل حُذِف للعلم به غير ملتفتين إلى أنها ظاهرة أسلوبية مطردة في أحداث اليوم الآخر ، وقد شغلتهم الصنعة البلاغية عن الالتفات إلى ما في القرآن من أفعال لا تحصى ، بنيت للمعلوم مسندة إلى الله تعالى مع العلم بالفعل يقينا فهو سبحانه خلق السماوات والأرض ونزّل القرآن على عبده ، يهدي من يشاء ويضل من يشاء والله يرزق من يشاء بغير حساب ...مما يؤنس إلى أن العلم بالفاعل ليس هو السر البياني في بناء "زلزلت" للمجهول ، وإنما هي كما قلنا آنفا ظاهرة أسلوبية تطّرد في مثل هذا الموقف ، تركيزا للاهتمام في الحدث ذاته .

في منهجنا لا يجوز أن نتأول الفاعل مع وضوح العمد في البيان القرآني إلى صرف النظر عنه ، ولا أن نتعلق بما لم يشأ لنا الكتاب المحكم أن نتعلق به ، وقد هدى تدبر هذه الظاهرة الأسلوبية ، إلى أن البناء للمجهول تركيز للاهتمام بالحدث ، بصرف النظر عن محدثه ، وفي الإسناد المجازي أو المطاوعة تقرير لوقوع الأحداث في طواعية تلقائية لا تحتاج إلى أمر أو فاعل .
 
المصدر : التفسير البياني للقرآن الكريم ، عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) ج1 ، دار المعارف ،ص81

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاكثر إهتماما