مدونة

أبجديات اللغة

آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاثنين، 11 يناير 2016

ثلاثية غرناطة


ثلاثية غرناطة رضوى عاشور

عدد الصفحات 504


تتبعتْ بخيوطِ تفصيلٍ أدبيٍّ آخرَ ثلاثة أجيالٍ عايشوا سقوط غرناطة ، ابتداءً بأبي جعفر ، وحفيده مع أخته سليمة ، وصاحبيه نعيم وسعد ، فأخذت من حياةِ هؤلاء نموذجا لعائلة لم تشارك سياسيا في دفع البلاء ، ولكن ترقبت برجاءٍ معَ الأغلبية زوال الغمةِ بيدِ رؤساء الأمة ، والتي باءت كلها بالفشل ، فالجدُّ أبو جعفر مات غمًا بعدما شهد محرقة باب الرملةِ لنفائس الكتبِ ، وسليمة ماتت في نفس الساحةِ حرقًا بأمر من ديوان التحقيق ، وبتهمةِ السحرِ ، مخلفة من ورائها "عائشة" من زوجها سعد ، الذي لحقها سريعا كمدًا ، وطردَ حسن ابنه "هشاما" ؛ لالتحاقهِ بقطاع الطرق، فكان يحاولُ كسبَ رضا والده بزياراتٍ عابرةٍ في فتراتٍ متباعدة ، فلا ينالُ منهُ إلا مزيدًا من السخط، فيضعُ درةَ المال في يدِّ ابنهِ "علي" من زوجته - ابنة عمته- "عائشة"  والتي ماتت وتكفلت مريمة وحسن بتربية حفيدهما "علي" ، ويعود "نعيم " من ظلمات القهر فقد خسر زوجته وأطفاله في الأرض الجديدة ، ويعاصر آخر دقائق "حسن" في الدنيا ، ويموت بعده في ساحة الدار باكيا كئيبا .

ويبقى "علي" و جدته "مريمة" ، ليشهدا ويعاصرا مصيبة قرار الترحيل الإجباري من غرناطة ، وتموت "مريمة" في الطريق بين ذراعي حفيدها ، وهي اللحظة التي أجهشتُ بالبكاء مع "علي" فتصوير الكاتبة كان دقيقا ومؤلما .

ولا يبقى إلا "علي" الذي هرب من قافلة الترحيل ، وقتل القشتالي ، وعاد إلى غرناطة ؛ واكتشف خيانة صاحبه ونهبه لأمواله ، فغادرها إلى الجعفرية ، وأقام فيها ما يقارب ربع قرن لم يتزوج ، وجاء قرار الترحيل لأهل الجعفرية .
وصلَ "علي" مع الجموع إلى الشواطئ ، ولكنه وهو مقبلٌ إلى البحر ، حيث آخر فصول العربيِّ في الأندلس ، ألقى عصاه وعاد مهرولا إلى غرناطة محتضنا وهو المحتضر بقايا ذكريات ، وزوايا أعمدة .

"علي" آخر صفحات الوجود العربي هناك، رسمته الكاتبة بملامح الفناء ، فهو الشيخُ الكبير ولا خليفة له ، ليكمل خط البقاء هناك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاكثر إهتماما