من طرائف " دوما " في سوريا
يقول الشيخ الطنطاوي (رحمه الله ) في ذكرياته :
" امرأة قروية جاءت تدعي الطلاق على زوجها ، فأنكر ، فكلَّفتها أن تحدد زمان الطلاق ، ومكانه والشهود ،
فقالت : "كان الطلاق في بيت زوجي "
فسألته : " هل كان الطلاق في بيتك ؟ "
قالت : " بل ، في بيت زوجي الثاني"
يقولون (وكان متكئا فاستوى جالسا ) ، فتنبهتُ وصارت جوارحي كلها آذانًا تسمع ، وقلت لها :
"هل لكِ زوجٌ آخر ؟ "
فقالت (وهي آمنةٌ مطمئنة ، تتكلم بصوت عادي كأنني سألتها : ما هذا اليوم ؟ فقالت: هو يوم الأحد أو الإثنين ... لا ترى في جوابها بأسا ) : نعم يا سيدي ، لي زوجان .
قلتُ : هذا واحد ، فأين الثاني ؟
قالت : هنا بين الحضور
فقلت لزوجها المدّعى عليه : ماذا تقول ؟
قال : نعم لها زوجٌ آخر .
قلتُ : أعوذُ بالله ، هل طلقتها ؟
قال : لا
قلتُ : من زوَّج الآخر بها وهي على ذمتك ؟
قال : يا سيدي ، إمام الضيعة
قلت : أين هو الإمام ؟
فقام من بين الحضور ، شيخ قرويٌّ بلحية طويلة ، فقال : أنا.
قلتُ : هل زوَّجت هذه زوجًا آخر ، وهي على عصمة الأول ؟
فقال : نعام (ومدَّ الألف ، حتى صارت كالمدِّ المتصلِ في التجويد )
قلتُ : ويحك ، وكيف زوّجتها ؟
قال : يا سيدس هذا عسكري في الجيش الفرنسي ، وقد خطفها ، وذهبت معه ، وأبت أن ترجع إلى زوجها . فهل تريد أن تبقى معه في الحرام ؟
قلتُ : لا . طبعا
قال : لذلك زوّجتها .
فأحلته إلى النيابة ، فوقفوه مدة "
ذكريات علي الطنطاوي ، ج4 ، ص 264
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق