مدونة

أبجديات اللغة

آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الأربعاء، 18 مايو 2016

وحملها الإنسان



حين اختلف المفسرون حول (الأمانة) التي حملها الإنسان ، بين قائلٍ بأنها العقل ، وآخر بأنها الطاعة ، ورأي ثالث أنها الفرائض ، كان رأي الدكتور عائشة عبدالرحمن (رحمها الله) آنس إلى نفسي :
" أفلا تكون هذه الأمانة هي (الابتلاء) بتبعة التكليف ، وحرية الإرادة ، ومسؤولية الاختيار ؟بلى!فكلُّ الكائنات عدا الإنسانَ مسيرةٌ بمقتضى سنن كونية ، تخضعُ لها على وجه التسخير والامتثال ، دون تحملٍ لتبعة ما تعمل ، فلو أنَّ السماوات قذفت بالصواعق ، وأمسكتْ ماءَ السحبِ ، فأتلفت الزرع والضرع ، من جدبٍ وظمأ .أو لو أنها جادت بالغيث فأحيت الأرض بعد موتها ... لما كانت بحيث تسأل عن شيءٍ من هذا أو مثله .ولو أن الأرضَ زلزلت ، فدمرت الأحياء والقرى ، وقذفت من جوفها بالحمم واللهب ، فأهلكت وشردت ، أو لو أنها أخرجت من باطنها ثمين المعادن وتلزيوت ، فعمّرت وأغنت .ولو أن الجبال تهاوت وتصدعت ، فقضت على بلدانٍ كانت آمنة ، مطمئنة ...
لما حوسبت السماوات والأرض والجبال على خيرٍ أو شر .
الإنسان وحدهُ هو المسؤول عن عملهِ ، المحاسب عليه ثوابا وعقابا ، لا يحمل أحد عنه تبعة مسعاه ، ولا يفوت بغير جزاء .




مقال في الإنسان ، دز عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) ، ص 60 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاكثر إهتماما