بين الماضي والحاضر
حوار تمثيلي بين الحاضر المهزوم ، والماضي
المجيد ، تدور أسطره حول إحياء الماضي ؛ ليبعث الأمل في روح الحاضر ، وينقذ بقيةَ
ما فيه ؛ ليعيد بناء المجد ، ويرفع راية الريادة مجددا :
الحاضر : أيا أبتي ، أيا جدي ، أيا
عزًّا ....وفخرًا كنا في ظلِّهْ
أيا أبتي ضاعَ المجدُ في عهدي
... وبتُّ أجرُّ ثوبَ الخزّيِ في حلِّهْ
الماضي : لبيك يا ابني ، قدمتُ إليك في عجلٍ أجرُّ الشوقَ أحملهُ
وأرفعُ عنك همًّا ضاق
واتسعا ، وأبدله بعلم الله تكملهُ
الحاضر : أيا أبتي ، علومُ الله في
الأرضِ .. تعاندني ، تخاصمني ، وتعصي نيلَ أفهامي
الماضي : علومُ الله لا تعصي ... تُقَادُ ، تُطِيْعُ بالجهدِ
الحاضر : هو الوقتُ .. صار يضيقُ لا يكفي .. أقومُ أنامُ ، لا أدري متى
يمضي
الماضي : ذاتُ الوقتِ في عصري ، نبدأهُ من الفجرِ ، بآياتٍ وآدابٍ ، ونقضي
يومَنَا نُنْجِز
وتحتَ
خيوطِ الشمسِ ، لا نعْجَز
الحاضر : أبتاه .. العلمُ غربيًّ ، غريبٌ ليسَ يعْرِفُنَا ، نخاطِبُهُ فينْكُرُنا ،
نُصاحِبُهُ فينْبُذُنا
الماضي : العلمُ شرقيٌّ .. وذا أناديهِ ، ليأْتينا ... ويحكُمُ أمرَهُ
فينا
فيا علمُ ... أيــــا
علمُ
هلَّا أقبلتَ
، تأتينا ؟
العلم : أنا العلمُ ، الذي تدعونَ ، أعيشُ الآنَ في أرضٍ ... بلا حدٍّ ،
ولا سورٍ ، ولا شيءٍ يقيدني
(الماضي يظهرُ تعجبا ، ويفغرُ فاهُ )
الحاضر : أبتاهُ ... لا تفْغُرْ فاهـ
،،، أبتاه انظر ، ولا تقصر ، هذا العلمُ لا أصلٌ فيهِ ينفعْ ، ولا مجدٌ فيهِ
يشْفَعْ
الماضي (يخاطب العلم ) : أتجهلُنَا
.. وتنسى يومَ نرعاكَ ، ونحرصُ أن تظلَّ يقظانـــَا
العلم : لستُ أنسى ودَّ مَنْ كانَ لي أهلا ، وذا قلبي فانظُرْ فيه وجه مَن
رَحَلا
ولكني أُهِنْتُ بالتركِ يومَ
ولى
(الحاضر يبكي منكبا على الأرض )
الماضي (مخاطبا الحاضر) : أبنيَّ قفْ ... يكفي .. ولا تبكي
فكلُّ أمورِنــَا تصْلُح
.. بعزمٍ منكَ في العملِ
ولا
تقلق .. ففي عهدي بدأنا العلمَ منْ مهْدٍ
بنيَّ .. فقمْ الآن أشعِلْ .. فتيلَ الأملِ بالعلمِ
أ. شيخة العمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق