مدونة

أبجديات اللغة

آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الخميس، 7 يناير 2016

مدينة الزهراء



مدينة الزهراء


إن الأمير المتطلع للمجد لابدَّ له أن يبني ما يبقى بعد موته شاهدا على عظمته ، فلازالت الأهرامات ، على مرِّ السنين ، تتحدث بعظمة بانيها ، فالبناء الأصيل يسجل اسم صاحبه في التاريخ .
وكانت مدينة الزهراء التي أسسها عبدالرحمن الثالث ، بالقرب من قرطبة بحدائقها الغناء وقصورها الفاخرة ، المزينة بالذهب والمرمر والبلور ، وخشب الأبنوس والجواهر النادرة ، أكبر أثر تركه من بعده ، يحكي قصة أمجاده وعظمة بلاده .
والزهراء كانت جارية لعبدالرحمن ، أحبها حبًّا شديدًا ، وكانت قد تركت عند وفاتها ثروة كبيرة ، أوصت بإنفاقها في دفع فدية من بقي من المسلمين ، في الأسر عند الفرنج . ولما فشلت مفاوضات عبدالرحمن مع الفرنج لتحقيق رغبة حبيبته الراحلة ، أنفق ثروته على بناء تلك المدينة ، وأطلق عليها اسم جاريته الحبيبة ، ليخلد ذكراها . وظلَّ عشرة آلاف عامل يبنون في تلك المدينة الرائعة مدة خمسين عاما متواصلة ، وكانت مبانيها أفخر ماعرفه ، ذلك العصر ، ويروي عربي أن قصر الخليفة فيها 

"كان تحفة فنية رائعة أجمع كل من شاهدها من القادمين من مختلف البلدان على أنهم لم يشاهدوا في حياتهم أروع منها .." 



كتاب (شمس العرب تسطع على الغرب) زيغريد هونكه ، ص498

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاكثر إهتماما